قد نقرأ العديد من القصص والتحقيقات الإخبارية عن اماكن مسكونة بالجن أو الأشباح مثل القلاع أو بعض المنازل القديمة والمهجورة ولكن أن تكون الدمية التي يلعب بها الأطفال مسكونة أيضاً فهذا أمر قلما نسمع عنه أو نتوقعه ،
ومع ذلك يعبر عدد من الناس (ولو كان ضئيلاً) عن ندمهم لاقتناء دمية في منزلهم نظراً لأنها سببت ظواهر غريبة ومخيفة على حد زعمهم ،
وعلى الرغم من أن بعض الناس يؤمنون بأن المس الشيطاني أو التلبس يمكن أن يطاول الإنسان أو الحيوان (كلاب ، قطط، أفاعي، حشرات) فإنه من الغريب حقاً أن يطاول أيضاً الأعمال المنحوتة أو الدمى أو حتى اللوحات الفنية ، ويطلق على تلك الدمى اسم "الدمى الحية" Living Dolls أو الدمى المسكونة Haunted Dolls.
الدمية "ماندي"
تعرض دمية "ماندي" (أنظر الصورة ) في متحف كويسنيل الواقع في ولاية كولومبيا البريطانية-كندا ، وهي واحدة بين أكثر من 30,000 عمل فني معروض للجمهور، لكن تلك الدمية مميزة على نحو يدعو للشك، حيث تبرع أحدهم بتلك الدمية إلى المتحف في عام 1991 ، وكانت ملابسها آنذاك متسخة وجسمها متشقق ورأسها ممتلئ بالصدوع. وكان يقدر عمرها بأكثر من 90 عاماً، والقول الذي يشيع في المتحف حول تلك الدمية هو أنها "تبدو كدمية من الطراز القديم ولكنها أكثر من ذلك بكثير".
- المرأة التي تبرعت بالدمية "ماندي" تدعى "ميرياندا" وهي أخبرت أمين المتحف أنها كانت تستيقظ في منتصف الليل على صوت طفل يبكي في القبو، وعندما تحققت من مصدر الصوت وجدت باب النافذة مفتوح بالقرب من الدمية والهواء يتلاعب بالستارة أمامها بالرغم من أن باب النافذة كان مغلقاً سابقاً. كما أخبرت أمين المتحف لاحقاً بأنها لم تعد تسمع صوت بكاء الطفل في الليل بعد أن وهبت تلك الدمية للمتحف. البعض يزعم بأن لـ ماندي قوى غير عادية أو يبدو أنها اكتسبت تلك القوى بمرور السنين الطويلة ، ولكن بما أنه لا يعرف إلا القليل عن تاريخ تلك الدمية فلا يمكن أن نكون متأكدين بدقة عن ما حدث. ولكن في نف سالوقت لا يمكننا أن ننكر تأثيرها غير العادي على الناس من حولها. يمكنك أيضاً زيارة متجر إلكتروني متخصص لبيع الدمى المسكونة هـنـا.
قصة من الجزائر
وردتني رسالة من الأخت كريمة (28 سنة) من الجزائر تتناول قصة دمية مسكونة شاعت أخبارها في الجزائر وتناقلتها الألسن ، حفزتني الرسالة على كتابة تلك المقالة وأشكرها على ذلك، تقول الأخت كريمة:"جرت أحداث تلك القصة في شتاء عام 2002 وفي المحمدية حيث كان هناك امرأة عاملة في المؤسسة تذهب كل يوم إلى عملها بانتظام وهي مطلقة وتعيش مع ابنتها الصغيرة التي تتركها في رعاية أمها (جدة البنت) لدى إنصرافها إلى عملها. وفي أحد الأيام تملكتها الدهشة والحيرة عندما رجعت إلى منزلها ووجدت الأواني والصحون قد غسلت والعشاء أو الغداء موجودين على طاولة السفرة ، تكرر ذلك معها إلى أن قررت أن تعرف ما الذي يحدث في منزلها عند غيابها ، فعادت مرة إلى منزلها مبكراً على غير عادتها فوجدت دمية ابنتها منشغلة في تحضير الأكل!، فلما رأتها الدمية رمتها بالزيت الحار وقالت لها:"لماذا لم تستريني؟!". أصيبت المرأة على أثرها بصدمة عصبية فأدخلت المستشفى للعلاج لمدة سنة، القصد من كلمة "تستريني" هو أسف الدمية من انكشاف سرها أمام المرأة. والدمية لم تكن كدمية "باربي" بل كانت دمية سمينة و لها شعر طويل مضفور ولونه اسود ولكن للأسف لا أملك صورة لها، وأخيراً ..أؤمن بأن السحر موجود ونطلق عليهم في الجزائر عمار المكان، وبما أنهم كانوا يحضرون الطعام فهذا دليل على رضاهم عن تلك المرأة وهم لم يؤذوها وأنا برأيي هي السبب لما جرى لها فهي لم تترك الاوضاع كما كانت".
- تفسير محتمل
قد تكون المرأة المذكورة في القصة ضحية مرض نفسي كانفصام حاد في الشخصية مترافق مع فقدان للذاكرة قصيرة الأمد، فربما كانت تلك المرأة تحضر الطعام بكلتا يديها وتغسل الأواني والصحون وذلك قبل ذهابها أصلاً لعملها ولكن لا تلبث أن تنسى ما فعلته في المنزل لدى عودتها من العمل فتتفاجئ بأن كل شيء محضر، وهنا تبدأ الشكوك تساورها وللخروج من ذلك تلقي بالمسؤولية على دمية طفلتها التي ربما رأتها أمامها وربما تكلمت معها أيضاً وتراءى لها أن الدمية ترد عليها. فأصيبت بصدمة شديدة نقلت على أثرها للمستشفى ، والله أعلم.
الدمية التي تشيخ
في 2 أكتوبر 2009 نشرت جريدة الصن The Sun البريطانية خبراً عن دمية قيل أنها تشيخ، أظهرت الصحيفة صورة الدمية كما هي ظاهرة هنا، وشبهتها على أنها :"مومياء فرعونية لكنها كانت في الماضي دمية عادية للأطفال". وتضيف الصحيفة بأن الدمية كانت في حالة جيدة عندما تم شراؤها ومنذ ذلك الوقت بدأت تشيخ حين وضعتها عائلة في العلية Attic في المنزل وأخرجتها بالصدفة بعد إنقضاء 11 سنة، وعندها شعروا بالذعر والصدمة لدى رؤيتهم للذبول وعلامات الهرم والتجاعيد على الدمية ! الدمية معروضة حالياً للبيع في أشهر موقع إلكتروني للبيع بالمزاد وهو eBay، وستحقق مالاً كثيراً على الرغم من أن الغموض ما زال يلفها. ونذكر القراء هنا بأن جريدة الصن مشهورة على أنها صحيفة الفضائح والأمور المثيرة في بريطانيا لذلك لا يعتمد كثيراً على دقة أخبارها.